:الأستاذ الدكتور السيد بدوى يكتب لجريدة الوطن
..صناعة الدواجن فى مصر … إلى أين ؟
تشهد صناعة الدواجن فى مصر انهياراً كبيراً يتمثل فى توقف عمل العشرات من المزارع لتحقيقها خسائر كبيرة لا يستطيع المنتجون تحملها، وتجدر الإشارة إلى أن هذه ليست الكبوة الأولى خلال هذا العام فقد سبقها العديد من الكبوات المماثلة
من المعروف أن عدد مزارع الدواجن فى مصر فى نهاية العام الماضى تجاوز المائة ألف مزرعة تنتج نحو 1٫3 مليار من بدارى التسمين و80 مليار بيضة من بيض المائدة وما يزيد على الثلاثة ملايين من البط سريع النمو، يضاف لما سبق ما يتجاوز 300 مليون من الطيور التى تربى فى منازل المدن وفى البيوت الريفية
وخلال العام الذى أوشك على الانتهاء تراوح سعر الكيلو جرام الحى من بدارى التسمين ما بين 21 و24 جنيهاً وكرتونة البيض التى تحتوى على ما يزيد على 1٫8 كجم من البيض ما بين 30 و36 جنيهاً، وقد كانت هذه الأسعار، على الرغم من تواضعها وفى وجود أمراض ضاربة تحصد الآلاف من الطيور كالنيوكاسل وإنفلونزا الطيور والالتهاب الشعبى المعدى، تغطى تكلفة الإنتاج بالكاد أو تخلف بعض الخسائر التى يستطيع معظم المنتجين تحملها، غير أن ما يحدث فى هذه الفترة من العام قد فاق كل التوقعات
فلقد زادت تكلفة الإنتاج بشكل كبير نتيجة لارتفاع أسعار مكونات الأعلاف ونتيجة لنفوق أعداد كبيرة من الطيور نتيجة لتفشى العديد من الأمراض ولفشل برامج التحصين واللقاحات المستخدمة فى تكوين بنية مناعية تكفى لحماية الطيور، ولارتفاع الأجور والكهرباء والغاز والسولار، فى الوقت الذى انهارت فيه أسعار اللحوم البيضاء وبيض المائدة لما يقل كثيراً عن تكلفة الإنتاج، الأمر الذى لم يعد فى مقدور الكثير من المنتجين تحمله
ولعل السبب المباشر وراء تدنى أسعار بيع الطيور وبيض المائدة هو ضعف السيولة النقدية لدى شريحة ضخمة من المستهلكين، وهو أمر لا يمكن تداركه أو إصلاحه إلا بقرارات سيادية أو اللجوء إلى تحقيق التوازن بين العرض والطلب عن طريق خفض الإنتاج السنوى من بدارى التسمين وبيض المائدة، على أن تتوقف أجهزة الدولة عن استيراد آلاف الأطنان من الطيور المجمدة ذات الأسعار المتدنية والتى يؤدى استيرادها إلى إحداث خلل كبير فى اليات العرض والطلب
الأستاذ الدكتور / السيد بدوي
أستاذ صحة الدواجن
كلية الطب البيطرى – جامعة القاهرة
:لمزيد من التفاصيل يمكنك الدخول علي هذا الرابط